إذا كنت حاولت يوماً ما حل احدى المشاكل في العمل، فلابد أنك جربت طريقة العصف الذهني، وإذا لم تكن قد جربتها حتى الآن يا صديقي، فقد أضعت وقتاً كبيرة وأفكاراً ثرية.
من هو مبتكر العصف الذهني؟
عرف العالم مصطلح العصف الذهني منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، وبالتحديد في عام 1953 حين نشر أحد مدراء المبيعات ويدعى أليكس أوزبورن كتاباً ضمنه أفكاراً حول طريقة العصف الذهني، وكان الكتاب بعنوان (التخيل التطبيقي)، ومنذ ذلك الحين والملايين من المنتجات والخدمات والحلول تم ابتكارها وتطويرها بطريقة العصف الذهني.
ما هو العصف الذهني؟
هي إحدى طرق التفكير الإبداعي وهي طريقة لتوليد أكبر عدد من الأفكار والحلول الإبداعية لمشكلة واحدة، ويستخدم عدد كبير من الشركات والأفراد هذه الطريقة لإيجاد حلول لمشاكل تواجههم في الحياة والعمل، ولإيجاد منتجات جديدة وإبداعية وبناء فرق العمل وإيجاد إعلانات تجارية مبتكرة ولا يمكن نسيانها.
من يستطيع استخدام العصف الذهني؟
إن قوة العصف الذهني تتمثل في أنه يمكن لأي أحد أن يستخدمه في توليد أفكار جديدة، وهذا يعني أنه لا يجب أن تكون رئيساً تنفيذياً للشركة أو جنرالاً في الجيش لكي تمارس هذه الطريقة، فالزوجة في البيت وحارس العمارة وحتى الطالب في المدرسة يمكنهم أن يمارسوا العصف الذهني بنجاح إذا اتبعوا الطريقة الصحيحة لذلك.
يمكنك أن تمارس العصف الذهني من أجل مشروع كبير أو مشروع صغير، وسوف تنجح هذه الطريقة لتوليد عشرات الأفكار الناجحة للتخطيط لحملة إعلانية تكلفتها مليون دولار، أو بإمكانك استخدامها للتخطيط لشيء صغير مثل: ماذا سوف تتناول على العشاء هذه الليلة؟
ما هي خطوات العصف الذهني؟
هناك سبعة خطوات فعالة من أجل عمل جلسة عصف ذهني ناجحة، إذا اتبعت هذه الخطوات السبع بدقة فسوف تندهش لقدرة عقلك الرائع على إعطائك أفكار جديدة ومثيرة، إليك هذه الخطوات السبعة السحرية من أجل عصف ذهني قوي وفعال:
الخطوة الأولى: الجلسة يمكن عملها بعدد ستة إلى اثني عشر شخصاً.
يرجح الخبراء بأن أفضل عدد هو من ستة الى ثمانية أشخاص من أجل التحكم بالجلسة، ويجب أن يكون الحاضرون على دراية بالمشكلة موضوع النقاش أو المنتج الذي تنعقد الجلسة من أجله. (هناك مراجع أخرى ترجح العدد 12 فردا)
الخطوة الثانية: لا تستخدم التفكير الانتقادي للأفكار.
في المرحلة الأولى يمنع انتقاد الافكار والحكم السريع عليها، لأنه يمكن أن يبطئ من أو يقتل الأفكار الإبداعية في مهدها، وكما هو معلوم فإن الإنسان يفكر في فكرة واحدة في الوقت الواحد، ولذلك عندما تفكر بفكرة جديدة لا تسرع بالحكم عليها، وعندما تبدأ بالحكم عليها توقف عن التفكير بأفكار جديدة.
الخطوة الثالثة: اجعل الجلسة خفيفة تتميز بمرونة ومرح.
من المعروف أن المرح يساهم بدفع وتليين عجلات الإبداع، إن كثيراً من الأفكار الإبداعية تتدفق بوجود المرح، حاول أن تشاهد مقطعاً كوميدياً قبل الجلسة ولا بأس بإلقاء بعض النكات الخفيفة قبل الجلسة لإزالة الحواجز بين الموجودين.
الخطوة الرابعة: احرص على كتابة كل الأفكار التي تتدفق.
احرص على كتابتك لجميع الأفكار المطروحة من جميع الأفراد، أو إذا كنت في مجموعة فأطلب من أحدهم أن يقوم بتسجيل كل الأفكار المطروحة، بحيث يكون هناك مدير للجلسة وكاتب للأفكار.
الخطوة الخامسة: حدد وقت الجلسة أو عدد الأفكار.
من المفيد والفعال لإنجاح الجلسة تحديد زمن معين (ساعة مثلاً وأفضل شيء هو 45 دقيقة)، وكذلك يمكنك تحديد عدد أفكار معين (30 فكرة مثلاً)، إن وضع هدف معين من الجلسة مفيد لمساعدة الآخرين على التركيز، وحتى لا تتشتت العقول.
الخطوة السادسة: أكتب المشكلة على السبورة أو اللوحة.
أكتب المشكلة أو الهدف من الجلسة على السبورة أو على لوحة كبيرة في مواجهة الحاضرين، وأكتبها على شكل سؤال، مثلاً (ما هي أفضل الطرق لجذب زبائن أكثر لشركتنا؟) ثم رقم الأفكار تصاعدياً على اللوحة، وأكتب جميع الأفكار المطروحة سواءً الجيدة والسيئة وحتى القبيحة أو الخيالية، تذكر أن الهدف هو جمع أكبر عدد ممكن من الأفكار ووضعها في قائمة واحدة.
الخطوة السابعة: تقييم الأفكار وتشذيبها أو تصفيتها.
وهذه هي الخطوة الأخيرة والأهم من الجلسة وهي عبارة عن تقييم هذه الأفكار وتصفيتها، لاختيار الأنسب منها والعملي الذي يمكن تطبيقه، وطبعاً يمكن عمل تصويت على أفضل الأفكار، وأخيراً اتخذ قراراً لتنفيذ الفكرة الناجحة وتطبيقها.
هذه هي الخطوات السبع الفعالة من أجل عصف ذهني قوي وفعال، طبقها بنجاح واستمتع بمشاهدة سيل الأفكار يتدفق من كل حدب وصوب.
كن مبدعاً يا صديقي وابدأ باستخدام العصف الذهني منذ اليوم.