لقد أدركت الكثير من المجتمعات أهمية إستخدام التخطيط كأسلوب أو منهج للتنمية
البشرية ، من خلال إحداث المواءمة بين إحتياجات المجتمع وإمكاناته المادية والبشرية.
ورغم أن مصطلح التخطيط الإستراتيجي كعلم حديث نسبياً حيث كان أول ظهور له منذ بدايات القرن العشرين ، إلا أن الممارسة الفعلية له قديمة قدم الحياة الإنسانية ، لأن عملية إتخاذ الإجراءات في الحاضر لجني الثمار في المستقبل هي من الممارسات التي تمتد عبر التاريخ إلى مختلف العصور ومع نشأة الإنسان على هذا الكوكب.
تعريف التخطيط:
لقد وردت في تعريف التخطيط آراء كثيرة جميعها تتفق على أنه المسار الذي يحدد مسبقاً من أجل تحقيق أهداف معينة تلتزم الإدارة به وتعمل بموجبه.
وببساطة يمكن القول إن التخطيط هو عملية رسم الأهداف التي يراد التوصل إليها خلال فترة زمنية معينة ثم حشد الإمكانيات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف وفق أساليب تختصر الكلفة وتعظم النتائج.
أسئلة يجيب عليها التخطيط:
يمكن أن نقول إن عملية التخطيط تجيب على أسئلة معينة هي:
- ماذا نريد أن نفعل؟ وما هو هدفنا؟
- أين نقف من ذلك الهدف؟ وما هو وضعنا الحالي؟
- ما هي العوامل التي تساعد على تحقيق الهدف؟ وما هي العوامل التي تقف عائقاً في سبيل تحقيق الهدف؟
- ما هي البدائل المتاحة التي يمكن الإستعانة بها لتحقيق الهدف؟
- ما هو البديل الأفضل بين تلك البدائل؟
فوائد ومزايا التخطيط:
ينطوي التخطيط على الكثير من الفوائد والتي يمكن إيجازها هنا:
- يقدم حزمة من الأهداف التي يستطيع العاملون فهمها وتنفيذها.
- يحمل الإدارة على توقع أحداث المستقبل مما يجعلها في موقف يسمح لها بتقدير
ظروفها في ذلك المستقبل وعدم ترك الأمور للصدفة. - يدفع الإدارة للإحاطة بمواردها المادية والبشرية اللازمة لتحقيق تلك الأهداف.
- يدفع الإدارة وفروعها المختلفة إلى تنسيق أعمالها وبهذا يمنع ظاهرة التضارب
والتقاطع بين أنشطتها المختلفة. - يساعد على إجراء عمليات الرقابة الخارجية والداخلية.
- يساعد على تجنب الهدر في الموارد والإمكانيات المتاحة وذلك من خلال توظيفها بالأسلوب الأمثل.
- يجعل الأفراد العاملين أكثر إستقراراً وطمأنينة من خلال معرفتهم مستقبل
مؤسستهم والأهداف التي تسعى لتحقيقها. - يحقق التخطيط الأمن النفسي للأفراد والجماعات ، ففي ظل التخطيط يطمئن
الجميع إلى أن الأمور التي تهمهم قد أخذت في عين الإعتبار. - يختصر الزمن اللازم لإنجاز الأعمال.
- – يستبدل العشوائية في العمل بالأساليب المنظمة والمبرمجة.
منهجية التخطيط:
عادة ما تمر عملية التخطيط بمجموعة من الإجراءات وهي كما يلي:
1- تحليل وتقييم الوضع الحالي: ويشمل ذلك جميع أنشطة المنظمة بما فيها الموارد
المادية والبشرية المتوفرة لتحقيق الأهداف.
2- وضع الأهداف أي تحديد الأهداف المستقبلية.
3- تحديد البدائل اللازمة لتحقيق الأهداف.
4- تقييم البدائل بالتعرف على نقاط الضعف والقوة فيها.
5 – إختيار البديل الأفضل ، الأقل في نقاط الضعف والأعلى في نقاط القوة.
6- صياغة الخطة: وضع الإطار العام والمكونات الأساسية.
7- إعتماد الخطة من الجهة العليا: كي تأخذ قوتها التنفيذية.
8 – الشروع في تنفيذ الخطة: تحديد مسؤوليات التنفيذ والموارد المجهزة.
9- متابعة وتقييم الخطة: الوقوف على تقدم العمل ونسب التنفيذ وتصحيح الإنحرافات فيها.
خصائص التخطيط:
تتطلب العملية التخطيطية مجموعة من الخصائص التي تكفل نجاح الخطة نذكر منها ما يأتي:
1- الاستمرارية: أي عدم توقف التخطيط وتواصله وعدم تقطعه.
2- الوضوح: بحيث تكون أهداف الخطة واضحة ومحددة لا غموض فيها.
3- البساطة: أن تأتي الخطة بمكونات سهلة الفهم وغير معقدة.
4- الواقعية: بحيث تلائم الأهداف الخطة وغاياتها مع معطيات الحالة السائدة.
5- سلامة البيانات: أي إعتماد الخطة على بيانات ومعلومات إحصائية دقيقة.
وصحيحة تخدم تحليل الواقع وعملية التنبؤ بالإتجاهات.
6- الأولويات والبدائل : فالخطة الناجحة هي التي ترتب أولوياتها وتضع البدائل
لتنفيذ هذه البدائل.
7- التوقع: إعتمادها النظرة المستقبلية المستندة على أحدث الأساليب ومن قبل
هيئات متمرسة لكونها وثيقة الصلة بالمستقبل.
8- تحديد مسؤوليات التنفيذ بصورة دقيقة لتنسجم مع قدرات الجهات المنفذة.