يشهد عالمنا المعاصر تطورات سريعة أحدثتها التقنية والتطور الإلكتروني السريع في كل المجالات ، وفي ظل هذه التطورات بات التعليم التقليدي مهدداً بشكل كبير بسبب ظهور التعليم الإلكتروني ، وحتى التدريب التقليدي بات ضرباً من الماضي ، في ظل التسارعات التي يشهدها العالم اليوم ، حيث ظهر إلى الوجود مفهوم التدريب الإلكتروني وأصبح مفضلاً لكثير من الناس سواء طلاب أو موظفين أو شركات أو هيئات حكومية.
ما هو التدريب الإلكتروني:
التدريب الإلكتروني يمكن تعريفه بأنه العملية التي يتم فيها تهيئة بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنية الحاسب الآلي وشبكاته ووسائطه المتعددة ، التي تمكن المتدرب من بلوغ أهدافه من خلال تفاعله مع مصادرها ، وذلك في أقل وقت ممكن وأقل جهد مبذول.
وتشمل عملية التدريب الإلكتروني تقديم البرامج التدريبية والتعليمية عبر وسائط إلكترونية متنوعة مثل الأقراص المدمجة والإنترنت عبر القاعات الصوتية أو المرئية ، باعتماد أسلوب التدريب الذاتي أو التدريب مع المدرب عبر منصات الكترونية.
أهمية التدريب الالكتروني:
- المتدرب هو المتحكم في العملية التدريبية أما المدرب فيكتفي بتوجيه المتدرب.
- المتدربين مشاركين في العملية التدريبية (تفاعل إيجابي).
- يقلل من تكلفة عملية التدريب ويرفع من كفاءة المتدربين.
- يطور قدرة المتدرب على إستخدام الحاسب والإستفادة من الإنترنت.
- يسمح للمتدرب بالوصول إلى الحقيبة التدريبية في الوقت المناسب له.
أهداف التدريب الإلكتروني:
- بناء المعرفة والتعلم ذاتياً.
- التدريب يتم في أي مكان أو زمان يناسب المتدرب.
- مساعدة المتدربين على إستخدام تقنية المعلومات والإتصال والشبكات المتاحة.
- إعداد المتدربين للحياة في عصر الثقافة المعلوماتية.
- التغلب على مشكلات أساليب التدريب التقليدية.
أرقام وحقائق عن التدريب الإلكتروني:
- حسب إحصائية جرت عام 2011 وجد أنه في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها أكثر من 3 مليون طالب يتعلمون عبر شبكة الإنترنت.
- إحصائية أخرى أكدت أن العالم أنفق على التعليم الالكتروني والتعلم الذاتي في عام 2011 ما يعادل 35.6 مليار دولار.
- ولعلك تندهش حين تعلم أنه زاد الإنفاق على التعليم الإلكتروني عالمياً في عام 2014 ليصل إلى 56.2 مليار دولار.
- أشارت تقارير لشركات عالمية أن التعليم الإلكتروني يوفر ما قيمته 50% من نفقات التدريب و50% من الوقت المخصص للتدريب.
- أكثر من 41.7% من شركات فورتشن 500 تستخدم شكل من أشكال التعليم والتدريب الإلكتروني لتدريب موظفيها أثناء ساعات العمل.
- هل تعلم أن السبب الرئيسي لترك 25% من الموظفين وظائفهم هو بسبب نقص التدريب اللازم لتأهيلهم ونقص الفرص التعليمية.
- يتوقع الخبراء في أمريكا أنه بحلول عام 2019 سوف تصبح أكثر من 50% من الدروس في الجامعات الأمريكية دروساً الكترونية.
الفرق بين التدريب الإلكتروني والتدريب التقليدي:
حين نتحدث عن التدريب التقليدي فإننا نجد أنه تدريب فردي وتدفق المعلومات ذو إتجاه واحد، كما أن المحاضرات تكون إجبارية ، أما المتدربين فهم متلقين فقط ، ما يعني أنه تدريب سلبي.
ومن ناحية الزمان والمكان فهم محددين مسبقاً في قاعة التدريب ، كما يكتفى بوسائل مساعدة محدودة وهي في الغالب لا تتعدى الشرح اللفظي.
وأخيراً فإن كلفة التدريب التقليدي عالية من مواد تدريبية وأجرة مدرب وإستئجار مكان.
أما بالنسبة للتدريب الإلكتروني فالإيجابيات أكثر من التقليدي ، فهو تدريب تعاوني وتدفق المعلومات تفاعلي ذو إتجاهين ، كما أن المحاضرات تأخذ طابع التدريب الذاتي والإستكشاف الفردي.
وهناك ميزة أخرى أيضاً وهي أن المتدربين مشاركين في العملية التدريبية وهذا يعتبر تدريب إيجابي ، ويضاف الى ذلك أن المتدرب يتلقى المعلومات بالطريقة التي يريدها وفي الوقت والزمان المناسبين له.
ولعل الجميل في التدريب الإلكتروني أنه يسمح للمتدربين بإستخدام كل ما هو متاح له من وسائل مساعدة من إنترنت وغيرها ، وإستخدام أنماط تدريب مختلفة.
وأخيراً وليس آخراً فإن الكلفة نسبياً أقل من كلفة التدريب التقليدي.
ولعلنا في الخاتمة نود أن نشير أنه في ظل التقدم التكنولوجي السريع ووفرة المعلومات وتراكمها بشكل أسرع ، فإن أغلب الشركات والمؤسسات الناجحة سوف تتجه إلى التدريب الإلكتروني لتوفير الوقت والجهد ، وخاصة أن المنافسة أصبحت على أوجها ، حتى أن الذي لا يتقدم للأمام سيجد نفسه في مؤخرة القافلة!